تفكيك الشكل | معرض رقميّ

 

يضمّ معرض "تفكيك الشكل" - وهو المعرض الشخصيّ الأوّل للفنّان زهدي قادري - 25 عملًا فنّيًّا، تتكوّن هذه الأعمال من لوحات أفقيّة، تغطّي أسطحها أشكالًا هندسيّة بتركيبات تعبيريّة، تندمج وتتحطّم عناصرها لتتلاشى وتختفي في فضاءات اللوحة؛ باستخدام الأسلوب التجريديّ الّذي لا يتجاهل الواقع، بل يجعل الفنّ بحدّ ذاته واقعًا مختلفًا عن الّذي نعيش فيه.

يتّسم أسلوب قادري في هذه الأعمال بالعودة إلى عدم عنونة الفنّ، وهو مفهوم ينحاز نحو حرّيّة الفنّ، ويلتزم بشكل مطلق بالأخلاق الإنسانيّة، واختبار الأدوات التجريبيّة الّتي تجمع بين تجريد الشكل وجمود الهندسة، والقوّة الّتي تلفت الناظر بين الأشكال والألوان. 

تفكيك الشكل؛ أي تفكيك صورة القطع الفنّيّة الهندسيّة البحتة للفنّان، تقنيّة كانت سائدة في أعمال الفنّان زهدي قادري عقودًا عدّة، طوّرها الفنّان في لوحات أفقيّة كبيرة، تملؤها تركيبات تعبيريّة لا يمكن أن تتخلّى عن منطق الهندسة والأشكال. في هذا المعرض، تتحطّم الأشكال الّتي اختفت في الفضاء أو الفراغ أو المساحة؛ تنقسم على ذاتها، تتلاشى وتختفي؛ وهذا ما يجعل أعمال قادري مجرّدة من الواقعيّة، لكنّها لا تتجاهل الواقع، وتعتبر أنّ الفنّ يظلّ إشارة أخرى إليه.

يسترجع قادري في أعماله فكرة "بدون عنوان"، وهو مفهوم متحيّز لحرّيّة الفنّ قيمةً مطلقة غير قابلة للعزل، في عالم هائج لا يمكنه التحكّم بهذه اللغة الباطنيّة؛ فيما يعدّ هذا العمل اختبارًا للأدوات التجريبيّة الّتي تتدفّق بين تجريد الجسم وصلابة الهندسة، كمنتج للقوّة بين الأشكال والألوان.

من الأفكار الّتي يقترحها معرض "تفكيك الشكل"، دمج النموذج بالأعمال الأفقيّة وخطوط التعبير العفويّة، الّتي تشكّل الأشكال واللاأشكال، مع اختلاف الفكرة الّتي تبقى في سياق "عدم العنونة"، معتقدًا أنّ الفنّ يظلّ اقتراحًا آخر، ربّما يكون اقتراحًا أفضل للواقع.

 

تنشر "فُسْحَة - ثقافيّة فلسطينيّة" بعضًا من أعمال هذا المعرض.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

زهدي قادري

 

 

وُلد زهدي قادري في عام 1972، في قرية نحف في الجليل، ودرس الفنّ في سان بطرسبيرغ في روسيا. منذ عودته إلى الوطن في عام 2004، عمل بكثرة، واستكشف مشاعره وتجاربه الشخصيّة، وكثيرًا ما تحدّث عن مشاعر البغض الّذي يكتنفه، وهو يشهد الحالة المأساويّة للشعب الفلسطينيّ.